المقـــدمـــــة
أن التعليم العالي في العالم العربي، يمر في مرحلة من التحولات المصيرية في مختلف مجالات الحياة وميادينها، وهو في دورة التحديات التي يواجهها يعيش وضعيات تاريخية صعبة ومعقدة التكوين، تدفعه خارج مدار الدور الحضاري الذي يجب أن يحققه. فهناك فيض متدفق من المشكلات والتحديات التي يواجهها التعليم العالي والجامعي في العالم العربي
•وهذه التحديات المصيرية والإكراهات الحضارية التي تحاصر مؤسسات التعليم العلي تنأى به عن دوره الحضاري والتنويري الفاعل في عصر العولمة والميديا، فالتعليم العالي يعاني كبقية المؤسسات المجتمعية حالة تصدع في بنيته ودوره ووظيفته وقدرته على المناورة والمشاركة والتأثير في الحياة المجتمعية في اتجاه النقلة الحضارية لمجتمعات محاصرة بالتخلف والتدهور ومدانة بالقصور.
مفهوم التوامة الجامعية
•التعاونُ بين الجامعات وهو العاملُ الأولُ على نشرِ المودة، والإخاءِ بين أبناءِ البشرِ مهما اختلفت حضاراتهم ومذاهِبهم في عالمنا الحالي.
•
المفاهيم أساسيه تنبثق منها التوأمة الجامعية العلمية
- الرؤية هي توأمة وشراكة علمية مع الجامعات العالمية الرائدة، أما الرسالة فتتمثل في تعزيز التعاون العلمي والتقني
مع الجامعات والمراكز العلمية المتقدمة، من خلال اتفاقيات توأمة تسهم في الارتقاء بجامعة الملك سعود إلى مصاف الجامعات العالمية.
أهمية التوأمة بين الجامعات
•أولاً: الرفع من نوعية برامج الجامعات السعودية برامج الإعداد لتكون مماثلة للجامعات المتطورة أكاديمياً وإدارياً.
•ثانياً: الاستفادة من برنامج الأستاذ الزائر من الخبرات العالمية وأيضاً لتكون متبادلة من خلال توجيه أعضاء هيئة التدريس إلى جامعات محددة لإنجاز سنة التفرغ العلمي ضمن استراتيجية معدة للبحوث والبرامج لضمان جودة البحوث ومناسبتها لجامعاتنا.
•ثالثاً: تبادل الخبرات في معايير الأداء والتقويم المتبعة في الجامعات العالمية للرفع من معايير الأداء والتقويم في جامعتنا.
•رابعاً: التوسع في برنامج تبادل منح الطلاب بين الجهتين، فلدينا تخصصات اللغة العربية والدراسات الإسلامية والعلوم الاجتماعية والنفط والثروات المعدنية ولدى الجامعات العالمية العلوم الطبيعية والرياضيات والتخصصات الأخرى.
•خامساً: مد الجسور المعرفية الدائمة بين جامعاتنا والجامعات العالمية في برامج تطوير العلوم الطبيعية التطبيقية وخاصة الفيزياء وعلوم الرياضيات.
•سادساً: الاستفادة من السجل التاريخي الطويل للجامعات العريقة في أوروبا في تطوير الجامعات حتى لا نقع في أخطاء فادحة وقعت فيها الجامعات العالمية أثناء التطوير ليتم تجنبها واختيار النموذج الأفضل.
•سابعاً: إذا قررت وزارة التعليم العالي تنفيذ شراكة موسعة مع الجامعات لا بد أن يكون هناك منهجية وتنسيق بين الجامعات السعودية حتى لا تتكرر الشراكة وتنحصر في جامعات محددة ودولة بعينها.
آلية عمل التوأمة
•- تم اعتماد عدد من الآليات الكفيلة بتنفيذ الخطط في هذا الشأن ومنها: تحديد الجامعات العالمية المرموقة والمعاهد ومراكز البحوث العالمية المتقدمة وإجراء التصنيف لها، وإعداد قاعدة بيانات لمختلف الجامعات والمعاهد ومراكز المعرفة الإنسانية العالمية والتقنية، والاتصال بالمؤسسات العلمية العالمية، وذلك بالتنسيق مع الكليات ذات العلاقة، وحصر حاجات الكليات والأقسام إلى التعاون العالمي والتقني وأولوياتها بالتنسيق مع الكليات، بالإضافة إلى حصر حاجات برامج التطوير في الجامعة إلى التعاون العالمي، وتسهيل إجراءات تبادل الزيارات بين الجامعة والمؤسسات عن طريق تسهيل إصدار التأشيرات والتذاكر والإقامة، وإعداد عقود الخدمات والمشاريع للتوقيع بين الجانبين، ومتابعتها بالتنسيق مع الكليات ذات العلاقة، ورفع تقارير دورية عن سير عقود الخدمات والمشاريع البحثية لوكالة الجامعة.
الآلية في اختيار الجامعات العالمية من أجل التوأمة
* هناك ثلاثة إجراءات نتبعها عند اختيار التوأمه الجامعية :
•أولا: الاستئناس بتصنيف وزارة التعليم العالي في المملكة بالجامعات المرموقة.
•ثانيا: التصنيفات العالمية لتلك الجامعات...
•ثم يأتي في الدائرة الثالثة والأضيق بتحديد ماذا تريد الجامعة من تخصص دقيق كإقامة علاقة وشراكة مع جامعة ما...
الخطط المستقبلية في تعزيز شراكات الجامعة مع نظيراتها من الجامعات العالمية
- تسعى الجامعة اليوم إلى عقد شراكة مع الجامعات الأسترالية والجامعات الصينية، حيث قام فريق متخصص من برنامج التوأمة بزيارة إلى الصين وأستراليا، وقد أثمرت تلك الزيارات بتهيئة عقود خدمات مع 4 جامعات ومعاهد أكاديمية في الصين وعدد من عقود الخدمات مع 5 جامعات أسترالية مرموقة.
تجارب بعض الدول العالمية في تطبيق برنامج التوأمة الجامعية
* التجربة الصينية :
•بدأت التجربة الصينية في مجال التوأمة العالمية للجامعات من خلال برنامج يهدف إلى ربط الجامعات الصينية بالعالم المتقدم، ولعل أشهر التجارب الصينية هي تجربة جامعة نانجنق مع جامعة جون هوبكن الأمريكية التي أثمرت إنشاء مركز نانجنق - هوبكن (Nanjing- Hopkings Center) للدراسات الصينية الأمريكية.
*التجربة البريطانية :
•استطاع اتحاد طلاب كلية لندن الجامعية (University College- London) أن يقيم توأمة مع جامعتين فلسطينيتين هما: جامعة القدس في الضفة الغربية، وجامعة الأزهر في غزة. ويتضمن البرنامج التبادل التعليمي بين الطلاب في تلك الجامعات، كما قام اتحاد طلاب جامعة مانشستر بعمل توأمة مع جامعة النجاح في نابلس.
التجارب العربية :
•- بدأت الجامعات المصرية في مطلع هذا العام بالبحث عن سبل تدعيم التعاون بين الجامعات المصرية والأوروبية، وقد تم إنشاء مجموعة عمل مهمتها الأساسية العمل على تحقيق التوافق بين النظم الجامعية المصرية ونظيراتها الأوروبية وذلك من خلال سلسة من المحاضرات وورش العمل في مختلف الجامعات المصرية بالتعاون مع مكتب برنامج الاتحاد الأوروبي لدعم التعليم العالي.
وقد بدأت بعض الجامعات المصرية بالمشاركة في مشروعات مشتركة مع جامعات أوروبية في إعداد المناهج الدراسية المتوافقة في مجالات الزراعة والصيدلة والعلوم، وكذلك تدريب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية ضمن اتفاقيات مشتركة في مجال التوأمة بين الجامعات المصرية ونظيراتها الأوروبية.
ومن التجارب العربية في مجال التعاون الدولي، المركز الليبي البريطاني الذي يعد مركزاً خدمياً يقدم الخدمات ذات العلاقة بمجال الدراسة بالمملكة المتحدة، وتوفير القبول الدراسي في الجامعات البريطانية، إضافة إلى الإسهام في إعداد المؤتمرات والندوات العلمية والدورات التدريبية في المؤسسات التعليمية والخدمية في ليبيا.
وفي المقابل لا نريد أن تكون جامعاتنا مستنسخة من جامعات أوروبية وتضيع هويتنا إنما وضع قاعدة وأرضية عالمية تنطلق منها الجامعات وخاصة في الدراسات العليا..